دراسات
إسلامية
نجوم
بلاط عمر بن
عبد العزيز رحمه
الله
(2/3)
بقلم:
محمد شريف
راشد (*)
3- الحسن البصري
رحمه الله:
أبو
سعيد رحمه
الله قاضي
البصرة، ت 110هـ.
نسبه
و نشأته:
قال
الذهبي (في
سير أعلام
النبلاء: 8/135– 158):
هو
الحسن بن أبي
الحسن يسار،
أبو سعيد،
مولى زيد بن
ثابت
الأنصاري. و
كانت أم الحسن
مولاة لأم
سلمة أم
المؤمنين
المخزومية.
ويسار أبوه:
من سبي ميسان،
سكن المدينة،
و أُعْتِقَ،
وتزوج بها في
خلافة عمر،
فولد له بها
الحسن
رحمة الله
عليه
لسنتين
بقيتا من
خلافة عمر.
واسم أمه:
خيرة.
ثم
نشأ الحسن
بوادي القرى،
وحضر الجمعة
مع عثمان،
وسمعه يخطب،
وشهد يوم
الدار، وله
يومئذ أربع
عشرة سنة.
كانت
أم سلمة تبعث أم
الحسن في
الحاجة،
فيبكي و هو
طفل، فتسكته أم
سلمة بثديها،
و تخرجه إلى
أصحاب رسول
الله –صلى
الله عليه
وسلم- و هو
صغير، و كانت
أمه منقطعة
إليها،
فكانوا يدعون
له، فأخرجته
إلى عمر، فدعا
له، و قال:
اللهم فقهه في
الدين، وحببه
إلى الناس.
عن
الحسن
عن أمه: أنها
كانت ترضع لأم
سلمة. و كان
سيد أهل زمانه
علما و عملا.
قال معتمر بن
سليمان: كان
أبي يقول:
الحسن شيخ أهل
البصرة. و روي
أن ثدي أم
سلمة در عليه،
ورضعها غير
مرة. رأى:
عثمان،
وطلحة،
والكبار. وقال
شعيب بن
الحبحاب، عنه:
رأيت عثمان
يصب عليه من
إبريق. وقال
يحيى القطان:
أحاديثه عن
سمرة، سمعنا
أنها كتاب.
قلت: قد صح سماعه
في حديث
العقيقة، و في
حديث النهي عن
المثلة من
سمرة. حدثنا
محمد بن عمرو:
سمعت الحسن يقول:
سمعت أبا
هريرة يقول:
الوضوء مما
غيرت النار.
فقال الحسن:
لا أدعه أبدا.
مسلم:
حدثنا أبو
هلال، سمعت
الحسن يقول:
كان موسى نبي
الله –صلى
الله عليه
وسلم- لا
يغتسل إلا
مستترا.
فقال
له ابن بريدة:
ممن سمعت هذا
؟ قال: من أبي هريرة.
بهز
بن أسد: حدثنا
عبد الواحد بن
زياد، عن يونس،
عن الحسن،
قال: رأيت
عثمان نائما
في المسجد حتى
جاءه المؤذن،
فقام، فرأيت
أثر الحصى على
جنبه.
حريث
بن السائب:
حدثنا الحسن،
قال: كنت أدخل
بيوت رسول
الله –صلى
الله عليه
وسلم- في
خلافة عثمان
أتناول سقفها
بيدي، و أنا
غلام محتلم
يومئذ.
قال
الحسن: لولا
النسيان، كان
العلم كثيرا.
صورة
من حب المصطفى
صلى الله عليه
وسلم:
عن
الحسن
عن أنس بن
مالك، قال:
كان رسول الله
–صلى الله
عليه وسلم-
يخطب يوم
الجمعة إلى
جنب خشبة؛
يسند ظهره
إليها، فلما
كثر الناس،
قال: ابنوا لي
منبرا له
عتبتان.
فلما
قام على
المنبر يخطب،
حنت الخشبة
إلى رسول الله
–صلى الله
عليه وسلم-.
قال:
و أنا في
المسجد،
فسمعت الخشبة
تحن حنين الواله،
فما زالت تحن
حتى نزل
إليها،
فاحتضنها،
فسكنت.
وكان
الحسن إذا حدث
بهذا الحديث،
بكى، ثم قال:
يا عباد الله!
الخشبة تحن
إلى رسول الله
–صلى الله
عليه وسلم-
شوقا إليه،
فأنتم أحق أن
تشتاقوا إلى
لقائه.
جهاد
الحسن رحمه
الله:
و
كان كثير
الجهاد، و صار
كاتبا لأمير
خراسان الربيع
بن زياد.
وقال
سليمان
التيمي: كان
الحسن يغزو، و
كان مفتي
البصرة جابر
بن زيد أبو
الشعثاء، ثم
جاء الحسن،
فكان يفتي.
قلت:
كان رجلا تام
الشكل، مليح
الصورة،
بهيا، وكان من
الشجعان
الموصوفين.
عن
أبي داود،
قال: لم يحج
الحسن إلا
حجتين، و كان
يكون بخراسان!
و كان يرافق
مثل قطري بن
الفجاءة، و
المهلب بن أبي
صفرة، وكان من
الشجعان.
قال
هشام بن حسان:
كان الحسن
أشجع أهل
زمانه. و قال
جعفر بن
سليمان: كان
الحسن من أشد
الناس، و كان
المهلب إذا
قاتل
المشركين،
يقدمه.
مقام
الحسن رحمه
الله:
عن حزم قال:
رأيت الحسن
قدم مكة، فقام
خلف المقام،
فصلى، فجاء
عطاء، و
طاووس، و
مجاهد، و عمرو
بن شعيب،
فجلسوا إليه.
قال
أيوب
السختياني: لو
رأيت الحسن،
لقلت: إنك لم
تجالس فقيها
قط.
وعن
الأعمش، قال:
ما زال الحسن
يعي الحكمة
حتى نطق بها،
و كان إذا ذكر
الحسن عند أبي
جعفر الباقر،
قال: ذاك الذي
يشبه كلامه
كلام
الأنبياء.
عن
خالد بن
صفوان، قال:
لقيت مسلمة بن
عبدالملك،
فقال: يا خالد!
أخبرني عن
حسن أهل البصرة؟
قلت:
أصلحك الله،
أخبرك عنه
بعلم، أنا
جاره إلى
جنبه، و جليسه
في مجلسه، و
أعلم من قبلي
به: أشبه
الناس سريرة
بعلانية، و
أشبهه قولا
بفعل، إن قعد
على أمر، قام
به، و إن قام
على أمر، قعد
عليه، و إن
أمر بأمر، كان
أعمل الناس
به، و إن نهى عن
شيء، كان أترك
الناس له،
رأيته
مستغنيا عن الناس،
و رأيت الناس
محتاجين إليه.
قال:
حسبك، كيف يضل
قوم هذا فيهم
؟
عن
العوام بن
حوشب، قال: ما
أشبه الحسن
إلا بنبي.
و
عن أبي بردة،
قال: ما رأيت
أحدا أشبه
بأصحاب محمد
–صلى الله
عليه وسلم-
منه.
قال
أبو قتادة:
الزموا هذا
الشيخ، فما
رأيت أحدا
أشبه رأيا
بعمر منه يعني:
الحسن.
و
عن أنس بن
مالك، قال:
سلوا الحسن؛
فإنه حفظ و نسينا.
و
قال مطر
الوراق: لما
ظهر الحسن،
جاء كأنما كان
في الآخرة،
فهو يخبر عما
عاين.
و
قال قتادة: ما
جالست فقيها
قط، إلا رأيت
فضل الحسن.
قال
أيوب
السختياني:
كان الرجل
يجلس إلى الحسن
ثلاث حجج ما
يسأله عن
المسألة هيبة
له.
و
قال معاذ بن
معاذ: قلت
للأشعث: قد
لقيت عطاء و عندك
مسائل، أفلا
سألته؟!
قال:
ما لقيت أحدا
بعد الحسن إلا
صغر في عيني.
وقال
أبو هلال: كنت
عند قتادة،
فجاء خبر بموت
الحسن، فقلت:
لقد كان غمس
في العلم
غمسة.
قال
قتادة: بل نبت
فيه، و تحقبه،
و تشربه، والله
لا يبغضه إلا
حروري.
و
عن قتادة قال:
ما كان أحد
أكمل مروءة من
الحسن.
وقال
حميد، و يونس:
ما رأينا أحدا
أكمل مروءة من
الحسن.
و
عن علي بن
يزيد،
قال:سمعت من
ابن المسيب،
وعروة،
والقاسم،
وغيرهم: ما
رأيت مثل
الحسن، و لو
أدرك الصحابة
و له مثل
أسنانهم، ما
تقدموه.
حماد
بن زيد: عن
حجاج بن
أرطاة: سألت
عطاء عن القراءة
على الجنازة،
قال: ما سمعنا
و لا علمنا
أنه يقرأ
عليها.
قلت:
إن الحسن
يقول: يقرأ
عليها.
قال
عطاء: عليك
بذاك، ذاك
إمام ضخم
يقتدى به.
عن
الربيع بن
أنس، قال:
اختلفت إلى
الحسن عشر سنين
أو ما شاء
الله، فليس من
يوم إلا أسمع
منه ما لم
أسمع قبل ذلك.
قال
عوف: ما رأيت
رجلا أعلم
بطريق الجنة
من الحسن.
و
قال أبو زرعة
الرازي: كل
شيء: قال
الحسن: قال رسول
الله –صلى
الله عليه
وسلم- وجدت له
أصلا ثابتا،
ما خلا أربعة
أحاديث.
عن
حجاج الأسود،
قال: تمنى
رجل، فقال:
ليتني بزهد
الحسن، و ورع
ابن سيرين، و
عبادة عامر بن
عبد قيس، و
فقه سعيد بن
المسيب، و ذكر
مطرف بن الشخير
بشيء.
قال:
فنظروا في
ذلك، فوجدوه
كله كاملا في
الحسن.
و
قال حماد بن
سلمة: أنبأنا
علي بن زيد،
قال: رأيت
سعيد بن
المسيب، و
عروة، و
القاسم و
آخرين، ما
رأيت مثل
الحسن!
عن
حميد بن هلال:
قال لنا أبو
قتادة: ما
رأيت أحدا
أشبه رأيا
بعمر بن
الخطاب منه
-يعني: الحسن-.
عن أيوب
يقول: كان
الحسن يتكلم
بكلام كأنه
الدر، فتكلم
قوم من بعده
بكلام يخرج من
أفواههم كأنه
القيء.
وقال
قتادة: كان
الحسن من أعلم
الناس
بالحلال والحرام.
وقال
أبو عمرو بن
العلاء: ما
رأيت أفصح من
الحسن، و
الحجاج.
وصف
الحسن رحمه
الله:
قال
محمد بن سعد:
كان الحسن
-رحمه الله-
جامعا،
عالما، رفيعا،
فقيها، ثقة،
حجة، مأمونا،
عابدا، ناسكا،
كثير العلم،
فصيحا،
جميلا، وسيما.
عن
أمة الحكم،
قالت: كان
الحسن يجيء
إلى حطان الرقاشي،
فما رأيت شابا
قط كان أحسن
وجها منه!
وعن
جرثومة، قال:
رأيت الحسن
يصفر لحيته في
كل جمعة. أبو
هلال: رأيت
الحسن يغير
بالصفرة.
بيت
الحسن رحمه
الله:
عن
مطر قال:
دخلنا على
الحسن نعوده،
فما كان في
البيت شيء، لا
فراش، و لا
بساط، ولا
وسادة، و لا
حصير، إلا
سرير مرمول هو
عليه.
قال
أيوب: ما وجدت
ريح مرقة طبخت
أطيب من ريح قدر
الحسن.
وقال
أبو هلال:
قلما دخلنا
على الحسن،
إلا و قد
رأينا قدرا
يفوح منها ريح
طيبة.
لباس
الحسن رحمه
الله:
عن سلام
بن مسكين:
رأيت على
الحسن قباء
مثل الذهب
يتألق. عن
يونس:كان
الحسن يلبس في
الشتاء: قباء
حبرة، و
طيلسانا
كرديا، و
عمامة سوداء،
و في الصيف:
إزار كتان، و
قميصا، و بردا
حبرة. و عن
الحسن
قال: المؤمن
يداري دينه
بالثياب.
قال
غندر عن شعبة:
رأيت على
الحسن عمامة
سوداء. وقال
سلام بن
مسكين: رأيت
على الحسن
طيلسانا،
كأنما يجري
فيه الماء،
وخميصة كأنها
خز.
دوام
حزنه رحمه
الله:
وقال
إبراهيم بن
عيسى اليشكري:
ما رأيت أحدًا
أطول حزنًا من
الحسن، ما
رأيته إلا
حسبته حديث
عهد بمصيبة.
وعن
علقمة بن مرثد
في ذكر
الثمانية من
التابعين،
قال: و أما
الحسن، فما
رأينا أحدا
أطول حزنا
منه، ما كنا
نراه إلا حديث
عهد بمصيبة،
ثم قال: نضحك
ولا ندري لعل
الله قد اطلع
على بعض أعمالنا.
و قال: لا أقبل
منكم شيئا،
ويحك يا ابن
آدم! هل لك
بمحاربة الله
-يعني: قوة-.
والله
لقد رأيت
أقواما كانت
الدنيا أهون
على أحدهم من
التراب تحت
قدميه، و لقد
رأيت أقواما
يمسي أحدهم
ولا يجد عنده
إلا قوتا،
فيقول: لا
أجعل هذا كله
في بطني.
فيتصدق
ببعضه، و لعله
أجوع إليه ممن
يتصدق به
عليه. و روى
ثابت، عنه،
قال: ضحك
المؤمن غفلة من
قلبه. وعن
الحسن
قال: ابن آدم!
السكين تحد، و
الكبش يعلف، و
التنور يسجر.
صورة
صداقة:
عن
قتادة،
قال:دخلنا على
الحسن و هو
نائم، و عند
رأسه سلة،
فجذبناها،
فإذا خبز و
فاكهة، فجعلنا
نأكل،
فانتبه،
فرآنا، فسره،
فتبسم، و هو
يقرأ: ﴿أو
صديقكم﴾
لا جناح
عليكم.
صفات
الفقيه:
عن
عمران
القصير
قال: سألت
الحسن عن شيء،
فقلت: إن
الفقهاء
يقولون كذا
وكذا. فقال: وهل
رأيت فقيها
بعينك!
إنما الفقيه:
الزاهد في
الدنيا،
البصير
بدينه،
المداوم على عبادة
ربه. عن
الحسن، قال:
كان الرجل يطلب
العلم، فلا
يلبث أن يرى
ذلك في تخشعه،
و زهده، و
لسانه، و
بصره.
ذكر
أبو نعيم في
«الحِلية»
عن
فضيل بن
جعفر، قال:
خرج الحسن من
عند ابن
هبيرة، فإذا هو
بالقراء على
الباب، فقال:
ما يجلسكم ها
هنا، تريدون
الدخول على
هؤلاء
الخبثاء، أما
والله ما
مجالستهم
مجالسة الأبرار،
تفرقوا، فرق
الله بين
أرواحكم و أجسادكم،
قــد لقحتم
نعالكم، و
شمرتم
ثيابكم، وجززتم
شعوركم،
فضحتم
القراء،
فضحكم الله، والله
لو زهدتم فيما
عندهم،
لرغبوا فيما
عندكم، و
لكنكم رغبتم
فيما عندهم،
فزهدوا فيكم،
أبعد الله من
أبعد.
صفات
المؤمن و
المنافق:
عن
الحسن
قال: المؤمن
من علم أن ما
قال الله كما
قال، و المؤمن
أحسن الناس
عملا، و أشد الناس
وجلا، فلو
أنفق جبلا من
مال، ما أمن
دون أن يعاين،
لا يزداد
صلاحا وبرا
إلا ازداد فرقا،
و المنافق
يقول: سواد
الناس كثير،
وسيغفر لي، و
لا بأس علي،
فيسيء العمل،
ويتمنى على الله.
عن
مبارك بن
فضالة: حدثنا
الحسن في هذه
الآية: ﴿أَفرَءَيْتَ
مَن اتَّخَذَ
الٰهه هَوٰﯨﻪ﴾
(الجاثية:23) قال:
هو المنافق،
لا يهوى شيئا
إلا ركبه.
إذلال
الدرهم صاحبه:
هشام
بن حسان: سمعت
الحسن يحلف
بالله: ما أعز
أحد الدرهم
إلا أذله
الله. وقال
حزم بن أبي
حزم: سمعت
الحسن يقول:
بئس الرفيقان:
الدينار و الدرهم،
لا ينفعانك
حتى يفارقاك.
عن
الحسن قال:
أهينوا
الدنيا.
حقيقة
الأجسام:
عن
صالح المري:
عن الحسن،
قال: ابن آدم! إنما
أنت أيام،
كلما ذهب يوم،
ذهب بعضك.
حقيقة
الدنيا:
قال
مبارك بن
فضالة: سمعت
الحسن يقول:
فضح الموت
الدنيا، فلم
يترك فيها لذي
لب فرحا.
تطوع
الحسن رحمه
الله:
و
قال السري بن
يحيى: كان
الحسن يصوم
البيض، و أشهر
الحرم، و
الاثنين، و
الخميس.
الجنة:
عن
الحسن، قال:ما
حليت الجنة
لأمة ما حليت
لهذه الأمة،
ثم لا ترى لها
عاشقا.
ترك
المعاصي:
عنه
قال: ابن آدم! ترك
الخطيئة أهون
عليك من
معالجة
التوبة، ما يؤمنك
أن تكون أصبت
كبيرة أغلق
دونها باب
التوبة، فأنت
في غير معمل.
مجالس
الحسن:
قال
أبو سعيد بن
الأعرابي في
طبقات النساك:
كان عامة من
ذكرنا من
النساك يأتون
الحسن، و يسمعون
كلامه، و
يذعنون له
بالفقه في هذه
المعاني خاصة،
و كان عمرو بن
عبيد، و عبد
الواحد بن زيد
من الملازمين
له، و كان له
مجلس خاص في
منزله، لا
يكاد يتكلم
فيه إلا في
معاني الزهد و
النسك و علوم
الباطن، فإن
سأله إنسان
غيرها، تبرم به،
و قال: إنما
خلونا مع
إخواننا
نتذاكر.
فأما
حلقته في
المسجد، فكان
يمر فيها الحديث،
و الفقه، و
علم القرآن و
اللغة، و سائر
العلوم، و كان
ربما يسأل عن
التصوف،
فيجيب، وكان
منهم من يصحبه
للحديث، و كان
منهم من يصحبه
للقرآن و
البيان، و
منهم من يصحبه
للبلاغة، و
منهم من يصحبه
للإخلاص و علم
الخصوص،
كعمرو بن
عبيد، و أبي
جهير، و عبد
الواحد بن
زيد، و صالح
المري، و
شميط، و أبي
عبيدة الناجي،
و كل واحد من
هؤلاء اشتهر
بحال –
يعني:
في العبادة-.
عن
حميد: سمعت
الحسن يقول:
خلق الله
الشيطان، و
خلق الخير، و
خلق الشر.
فقال
رجل: قاتلهم
الله، يكذبون
على هذا
الشيخ.
القرآن
الكريم:
و
عن الحسن قال:
يا ابن آدم!
والله! إن
قرأت القرآن
ثم آمنت به،
ليطولن في
الدنيا حزنك،
و ليشتدن في
الدنيا خوفك،
و ليكثرن في
الدنيا بكاؤك.
السكوت:
عن
حزم القطعي،
سمعت الحسن
يقول: بلغنا
أن رسول الله
–صلى الله
عليه وسلم-
قال: «رحم
الله عبدا
تكلم فغنم، أو
سكت فسلم».
تجنب
الحسنِ
بعضَ
المواقع:
قال
أيوب: قيل
لابن الأشعث:
إن سرك أن
يقتلوا حولك
كما قتلوا حول
جمل عائشة،
فأخرج الحسن.
فأرسل
إليه، فأكرهه.
قال ابن عون:
فنظرت إليه بين
الجسرين، و
عليه عمامة
سوداء،
فغفلوا عنه،
فألقى نفسه في
نهر حتى نجا
منهم، و كاد
يهلك يومئذ.
فقه
التعامل مع
الناس:
قال
حميد الطويل:
كان الحسن
يقول: اصحب
الناس بما شئت
أن تصحبهم،
فإنهم
سيصحبونك
بمثله.
صورة:
الحسن و
الفرزدق:
عن
إياس بن أبي
تميمة قال:
شهدت الحسن في
جنازة أبي
رجاء على
بغلة، و
الفرزدق إلى
جنبه على بعير،
فقال له
الفرزدق: قد
استشرفنا
الناس، يقولون:
خير الناس، و
شر الناس. قال:
يا أبا فراس،
كم من أشعث
أغبر ذي طمرين
خير مني، و كم
من شيخ مشرك
أنت خير منه،
ما أعددت
للموت؟
قال:
شهادة أن لا
إله إلا الله.
قال: إن معها
شروطا، فإياك
و قذف
المحصنة. قال:
هل من توبة؟
قال: نعم.
من
معارفه:
أبو
الأشهب: سمعت
الحسن يقول في
قوله: ﴿وَحِيْلَ
بَيْنَهُم
وَبَيْنَ مَا
يَشْتَهُونَ﴾
(سبأ:54)، قال: حيل
بينهم و بين
الإيمان.
عن
حميد
قال: قرأت
القرآن كله
على الحسن،
ففسره لي أجمع
على الإثبات،
فسألته عن قوله:
﴿كَذٰلِكَ
سَلَكْنٰهُ
فِي قُلُوبِ
الْمجرِمِينَ﴾
(الشعراء:200)،
قال: الشرك سلكه
الله في
قلوبهم.
حماد
بن زيد عن
خالد الحذاء،
قال: سأل
الرجل الحسن،
فقال: ﴿وَلاَ
يَزَالُوْنَ
مُخْتَلَفِيْنَ
إلاَّ مَنْ
رَحِمَ
رَبُّكَ﴾
(هود: 118، 119)؟ قال:
أهل رحمته لا
يختلفون، و
لذلك خلقهم،
خلق هؤلاء
لجنته، و خلق
هؤلاء لناره.
فقلت: يا أبا
سعيد! آدم خلق
للسماء أم
للأرض؟ قال:
للأرض خلق.
قلت: أرأيت لو
اعتصم فلم
يأكل من
الشجرة ؟ قال:
لم يكن بد من
أن يأكل منها،
لأنه خلق
للأرض.
أبو
هلال محمد بن
سليم: دخلت
على الحسن يوم
الجمعة، ولم
يكن جمع،
فقلت: يا أبا
سعيد! أما جمعت
؟
قال:
أردت ذلك، و
لكن منعني
قضاء الله. عن
ابن عون عن
الحسن
قال: من كذب
بالقدر فقد
كفر.
قال
ابن أبي
عروبة: كلمت
مطرا الوراق
في بيع المصاحف،
فقال: قد كان
حبرا الأمة،
أو فقيها الأمة
لا يريان به
بأسا: الحسن و
الشعبي. ذكر
الطيالسي عن
الحسن، عن أبي
هريرة: أن
رسول الله –صلى
الله عليه
وسلم- قال: من قرأ
«يس» في ليلة
التماس وجه
الله، غفر له.
عن
يزيد بن حازم،
قال: قام
الحسن من
الجامع، فاتبعه
ناس، فالتفت
إليهم، و قال:
إن خفق النعال
حول الرجال
قلما يلبث
الحمقى.
كتب
الحسن:
ضمرة:
عن أصبغ بن
زيد، قال: مات
الحسن، و ترك
كتبا فيها
علم.
عن
سهل بن الحصين
الباهلي، قال:
بعثتُ إلى عبد
الله بن الحسن
البصري: ابعث
إلي بكتب
أبيك.
فبعث
إلي: أنه لما
ثقل، قال لي:
اجمعها لي،
فجمعتها له، و
ما أدري ما
يصنع بها،
فأتيت بها، فقال
للخادم: اسجري
التنور. ثم
أمر بها،
فأحرقت غير
صحيفة واحدة،
فبعث بها إلي،
و أخبرني أنه
كان يقول: ارو
ما في هذه
الصحيفة. ثم
لقيته بعد،
فأخبرني به
مشافهة بمثل
ما أدى
الرسول.
كيفيته
عندالوفاة:
خالد
بن خداش:
حدثنا صالح
المري، عن
يونس، قال:
لما حضرت
الحسن
الوفاة، جعل
يسترجع، فقام
إليه ابنه،
فقال: يا أبت،
قد غممتنا،
فهل رأيت شيئا؟
قال:
هي نفسي، لم
أصب بمثلها. و
يروى أنه أغمي
عليه، ثم أفاق
إفاقة، فقال:
لقد نبهتموني
من جنات
وعيون، و مقام
كريم.
حزن
على فراقه:
قال
هشام بن حسان:
كنا عند محمد
بن سيرين عشية
يوم الخميس،
فدخل عليه رجل
بعد العصر،
فقال: مات
الحسن.
فترحم
عليه محمد، و
تغير لونه، و
أمسك عن الكلام،
فما تكلم حتى
غربت الشمس، و
أمسك القوم
عنه مما رأوا
من وجده عليه.
قلت: (القائل
هو
الذهبي) و ما
عاش محمد بن
سيرين بعد
الحسن إلا مئة
يوم.
تاريخ
وفاته و عمره:
قال
ابن علية: مات
الحسن في رجب،
سنة عشر و مئة.
و
قال عبد الله
بن الحسن: إن
أباه عاش نحوا
من ثمان و ثمانين
سنة.
جنازته:
قلت:
مات في أول
رجب، و كانت
جنازته
مشهودة، صلوا
عليه عقيب
الجمعة
بالبصرة،
فَشَيَّعَهُ
الخلق،
وازدحموا
عليه، حتى إن
صلاة العصر لم
تقم في الجامع(6).
قال
الشعبي لرجل
يريد قدوم
البصرة: إذا
نظرت إلى رجل
أجمل أهل
البصرة و
أهيبهم فهو
الحسن، فأقرأه
مني السلام.
و
قال يونس بن
عبيد: كان
الرجل إذا نظر
إلى الحسن
انتفع به، و
إن لم ير
عمله، و لم
يسمع كلامه(7).
* *
*
الهوامش:
(6) سير
أعلام
النبلاء: 8 / 135 –
158.
(7) البداية
والنهاية: 9 / 313.
* *
*
(*) طالب
قسم التخصص في
الحديث/جامعة
العلوم الإسلامية
بنوري تاون
كراتشي.
مجلة
الداعي
الشهرية
الصادرة عن
دار العلوم ديوبند
، ذوالحجة 1436 هـ =
سبتمبر –
أكتوبر 2015م ، العدد
: 12 ، السنة : 39